فصل: أمية بن خويلد الضمري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


باب الهمزة والميم وما يثلثهما

أماناة بن قيس

أماناة بن قيس بن الحارث بن شيبان بن الفاتك الكندي، من بني معاوية الأكرمين، من كندة، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد عاش دهراً طويلاً، وله يقول عوضة الشاعر‏:‏ ‏"‏الطويل‏"‏

ألا ليتني عمرت يا أم خـالـد ** كعمر أماناة بن قيس بن شيبان

لقد عاش حتى قيل ليس بميت ** وأفنى فئاماً من كهول وشبان

وفد معه ابنه يزيد فأسلم ثم ارتد، قتل يوم النجير في خلافة أبي بكر رضي الله عنه‏.‏

أمد بن أبد

س أمد بن أبد الحضرمي‏.‏

 أخبرنا أبو موسى إجازة، حدثنا أبو سعيد أحمد بن نصر بن أحمد بن عثمان الواعظ لفظاً، أخبرنا أبو العلاء محمد بن عبد الجبار، أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام، أخبرنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد قال‏:‏ كنا عند معاوية، فقال‏:‏ وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم‏؟‏ قيل له‏:‏ بحضرموت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة، فأرسل إليه معاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجله، ثم قال له‏:‏ ما اسمك‏؟‏ قال‏:‏ أمد بن أبد، فقال له‏:‏ كم أتى عليك من السنين‏؟‏ قال‏:‏ ثلاثمائة سنة، فقال له معاوية‏:‏ كذبت، ثم أقبل على جلسائه فحدثهم ساعة، ثم أقبل عليه فقال‏:‏ حدثنا أيها الشيخ، فقال له‏:‏ وما تصنع بحديث الكذاب‏؟‏ فقال‏:‏ إني والله ما كذبتك وأنا أعرفك بالكذب، ولكني أردت أن أخبر من عقلك، فأراك عاقلاً، حدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم كأنه ما ترى، ليل يجيء من هاهنا ويذهب من هاهنا، قال‏:‏ أخبرني عن أعجب ما رأيت، قال‏:‏ رأيت الظعينة تخرج من الشام حتى تأتي مكة، لا تحتاج إلى طعام ولا شراب، تأكل من الثمار وتشرب من العيون، ثم هي الآن كما ترى‏.‏ قال‏:‏ وما آية ذلك‏؟‏ قال‏:‏ دول الله في البقاع كما ترى، ثم سأله عن عبد المطلب، وعن أمية بن عبد شمس، ثم قال له‏:‏ فهل رأيت محمداً‏؟‏ قال‏:‏ ومن محمد‏؟‏ قال‏:‏ رسول الله، قال‏:‏ سبحان الله، ألا عظمته بما عظمه الله سبحانه‏؟‏ ألا قلت‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏‏.‏‏.‏‏.‏ نعم، قال‏:‏ صفه لي، قال‏:‏ ‏"‏رأيته بأبي وأمي، فما رأيت قبله ولا بعده مثله‏"‏ وذكر الحديث‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

امرؤ القيس بن الأصبغ

ب امرؤ القيس بن الأصبغ الكلبي‏.‏ من بني عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملاً على كلب، حين أرسل عماله على قضاعة، فارتد بعضهم وثبت امرؤ القيس على دينه، وامرؤ القيس هذا هو خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف فيما أظن، والله أعلم؛ لأن أم أبي سلمة تماضر بنت الأصبغ بن ثعلبة بن ضمام الكلبي، وكان الأصبغ زعيم قومه ورئيسهم‏.‏

هذا كلام أبي عمر، وهو أخرجه وحده‏.‏

امرؤ القيس بن عابس

ب د ع امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن السمط بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتح بن معاوية بن الحارث بن كندة الكندي‏.‏

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وثبت وعلى إسلامه، ولم يكن فيمن ارتد من كندة، وكان شاعراً نزل الكوفة، وهو الذي خاصم الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للحضرمي‏:‏ ‏"‏بينتك وإلا فيمينه قال‏:‏ يا رسول الله، إن حلف ذهب بأرضي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مالاً لقي الله وهو عليه غضبان، فقال امرؤ القيس‏:‏ يا رسول الله، ما لمن تركها وهو يعلم أنها حق‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الجنة‏"‏ قال‏:‏ فأشهدك أني قد تركتها له‏"‏‏.‏

واسم الذي خاصمه ربيعة بن عيدان، وسيرد ذكره في الراء، إن شاء الله تعالى‏.‏

عيدان‏:‏ بفتح العين المهملة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره نون، قال عبد الغني‏:‏ ويقال‏:‏ عبدان بكسر العين وبالباء الموحدة‏.‏

ومن شعر امرئ القيس‏:‏ ‏"‏مجزوء الكامل‏"‏

قف بالديار وقوف حابـس ** وتـأن إنـك غــير آيس

لعبت بهن العـاصـفـات ** الرائحات من الـروامـس

ماذا عليك من الـوقـوف ** بهالك الطلـلـين دارس‏؟‏

يا رب بـاكـية عـلــي ** ومنشد لي في المجـالـس

أو قـائل‏:‏ يا فـارســـاً ** ماذا رزئت من الفـوارس

لا تعجبوا أن تسـمـعـوا ** هلك امرؤ القيس بن عابس

أخرجه الثلاثة‏.‏

امرؤ القيس بن الفاخر

د ع امرؤ القيس بن الفاخر بن الطماح بن شرحبيل الخولاني، شهد فتح مصر، ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس، ولا تعرف له رواية، وقد ذكر أن له صحبة‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

أمية بن الأشكر

ب د ع أمية بن الأشكر الجندعي‏.‏ أدرك الإسلام وهو شيخ كبير، قاله علي بن مسمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه‏.‏

أخرج الثلاثة‏.‏

 قلت‏:‏ هكذا نسبوه وهو‏:‏ أمية بن حرثان بن الأشكر بن عبد الله -وهو سربال الموت- ابن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، الكناني الليثي الجندعي‏.‏

وكان شاعراً، وله ابنان‏:‏ كلاب وأبي اللذان هاجرا، فبكاهما بأشعاره، ومما قال فيهما ‏"‏الوافر‏"‏‏:‏

إذا بكت الحمامة بطن وج ** على بيضاتها أدعو كلابا

فردهما عمر بن الخطاب عليه، وحلف عليهما أن لا يفارقاه حتى يموت‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ خبره مشهور، رواه الزهري وهشام بن عروة عن عروة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أمية بن ثعلبة

أمية بن ثعلبة له حديثان في مسند ابن مفرج المستخرج من روايات قاسم بن أصبغ، ذكره الأشيري‏.‏

أمية بن خالد الأموي

ب د ع أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد الأموي‏.‏ في صحبته نظر‏.‏ عداده في التابعين، أخرجه ابن أبي شيبة القواريري وابن منيع في الصحابة، وروى حديثه قيس بن الربيع، عن المهلب بن أبي صفرة، عن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح صعاليك المهاجرين‏.‏

ورواه يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أمية ولم يذكر المهلب‏.‏‏.‏ هكذا أخرج نسبه ابن منده‏.‏

وأما أبو عمر فإنه قال‏:‏ أمية بن خالد، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين‏.‏ قال‏:‏ ولا تصح عندي صحبته، قال‏:‏ ويقال إنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن ابي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي، قاله الثوري وقيس بن الربيع‏.‏

وأما أبو نعيم فإنه ذكره على الصحيح فقال‏:‏ أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص، مختلف في صحبته، وذكر الحديث عن أمية بن عبد الله، ورواه من طريق آخر عن أمية بن خالد بن عبد الله‏.‏

قلت‏:‏ والصحيح أنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص، وكان عتاب بن أسيد عم أبيه عبد الله، وكان زياد ابن أبيه قد استعمل عبد الله على فارس، واستخلفه على عمله حين مات، فأقره عليه معاوية؛ وأما أمية بن عبد الله فإن عبد الملك استعمله على خراسان، والصحيح أنه لا صحبه له، والحديث مرسل‏.‏

وقد ذكر مصنفو التواريخ والسير أمية وولايته خراسان، وساقوا نسبه كما ذكرناه‏.‏

وذكر أبو أحمد العسكري عتاب بن أسيد بن أبي العيص ثم قال‏:‏ وأخوه خالد بن أسيد، وابنه أمية بن خالد، ثم قال في ترجمة منفردة‏:‏ أمية بن خالد بن أسيد، ذكر بعضهم أن له رواية، وقد روى عن ابن عمر وروى له‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستفتح بصعاليك المهاجرين‏.‏

وقد ذكره الزبير بن أبي بكر فقال بعد أن نسبه‏:‏ واستعمل عبد الملك أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد على خراسان‏.‏

وأم خالد وأمية وعبد الرحمن بني عبد الله بن خالد بن أسيد‏:‏ أم حجير بنت عثمان بن شيبة العبدرية‏.‏

وقد ذكر الزبير أيضاً أن أسيداً ولد خالداً وعتاباً، ثم قال‏:‏ ومات خالد بن أسيد بمكة، وخلف من الولد عبد الله بن خالد، استعمله زياد على فارس، وأبا عثمان وأمية بن خالد‏.‏

فلعل من جعل أمية المذكور في هذه الترجمة ابن خالد بن عبد الله، قد أتي من هذا، ويكون قد أسقط خالداً والد عبد الله الذي هو ابن أسيد من نسبه، وليس بشيء؛ فإن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد المذكور في هذه الترجمة هو الذي وقع الوهم فيه، وقدموا خالداً على عبد الله، الصواب‏:‏ عبد الله بن خالد بن أسيد‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أمية بن خويلد الضمري

ب د ع أمية بن خويلد الضمري‏.‏ وقيل‏:‏ أمية بن عمرو، والد عمر بن أمية، حجازي له صحبة، ولابنه عمرو صحبة، وهو أشهر من أبيه‏.‏

روى حديث جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عيناً وحده هذا قول أبي عمر‏.‏

وأما ابن منده وأبو نعيم فإنهما قالا‏:‏ أمية بن عمرو، وقيل‏:‏ ابن أبي أمية الضمري، عداده، في أهل الحجاز، روى عنه ابنه عمرو، من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عيناً إلى قريش، قال‏:‏ فجئت إلى خشبة بن خبيب بن عدي، فرقيت فيها، فحللت خبيباً فوقع إلى الأرض، فذهبت غير بعيد، ثم التفت فلم أر خبيباً، ولكأنما الأرض ابتلعته‏.‏ ولم ير لخبيب رمة حتى الساعة‏.‏

 ورواه الترمذي ورواه الزهري عن جعفر عن أبيه قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وهو أصح، وقد اختلفوا في اسم أبي أمية على ما ذكرناه‏.‏

وأما هشام بن الكلبي فقال‏:‏ أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكنانة الضمري، ولم يذكر له صحبة؛ وإنما قال‏:‏ عن أبيه عمرو، صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

خبيب‏:‏ بضم الخاء المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وبالياء الساكنة تحتها نقطتان، وآخره باء ثانية موحدة‏.‏

وجدي‏:‏ بضم الجيم‏.‏

أمية بن ضبادة

أمية بن ضفارة من بني الخصيب‏.‏ قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رفاعة بن زيد الجذامي في وفد جذام، قاله ابن إسحاق، ذكره ابن الدباغ الأندلسي‏.‏

أمية بن سعد القرشي

س أمية بن سعد القرشي‏.‏ استدركه الحافظ أبو موسى على أبن منده وقال‏:‏ أخرجه أبو زكرياء، يعني ابن منده، فيما استدركه على جده، وقال‏:‏ كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وهو جد سليمان بن كثير‏.‏ أخرجه محمد بن حمدويه في تاريخ مرو، فيمن قدمها من الصحابة‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ أخبرنا أبو زكرياء في كتابه، أخبرنا عمي الإمام‏:‏ أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو عصمة محمد بن أحمد بن عباد بن عصمة، أخبرنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي، حدثنا عبد الله الحجاجي، أخبرنا خلف بن عامر، عن الفضل بن سهل، عن نصر بن عطاء الواسطي، عن همام، عن قتادة، عن عطاء، عن أمية القرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا أتاك رسلي فأعطهم كذا وكذا درعاً أو قال بعيراً، قلت‏:‏ والعارية مؤداة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏"‏‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ كذا ترجم وروي، قال‏:‏ وقد أخبرنا بهذا الحديث أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي سنة عشر وخمسمائة، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأديب، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد القباب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، أخبرنا فضل بن سهل، بإسناده المقدم إلى عطاء وقال‏:‏ عن يعلى بن صفوان بن أمية، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ وكذلك رواه حبان بن هلال، عن همام، والحديث محفوظ عن صفوان بن أمية، ويروى عن أمية بن صفوان عن أبيه‏.‏ انتهى كلام أبي موسى‏.‏

قتل‏:‏ أما الحديث فعن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، وأما ترجمة أبي زكرياء، وقوله أمية بن سعد، فلم ينبه أبو موسى عليه، ولا أعلم من أين جاء بهذا النسب الذي لا يعرف، ومثل هذا تركه أولى، لكن نحن لا بد لنا من ذكره خوفاً من أن يأتي من لا يعلم فيظن أننا أهملناه أو لم يصل إلينا، وأما قول أبي زكرياء‏:‏ كان أحد السبعين الذي بايعوا تحت الشجرة، فبيعة الشجرة هي بيعة الرضوان، ولم يكونوا سبعين، وإنما كانوا زيادة على ألف، وقد اختلف في الزيادة، وأما السبعون الذين بايعوا فكانوا عند العقبة، ولم يكن فيهم من غير الأنصار وحلفائهم أحد، ولم يشهدها قرشي إلا العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان حينئذ كافراً‏.‏

حبان بن هلال‏:‏ بفتح الحاء المهملة، والباء الموحدة، وآخره نون‏.‏

أمية بن عبد الله بن عمرو

س أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ ذكره عبدان في الصحابة، وروى بإسناده عن عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن عبد الله بن دينار عن أمية بن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيباً، فقال‏:‏ إن الله، عز وجل، قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها، فالناس رجلان‏:‏ برتقي كريم على الله، عز وجل، وفاجر شقي هين على الله عز وجل، الناس بنو آدم وآدم من تراب، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ‏}‏ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى، وقال‏:‏ هذا حديث مشهور بعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الملك بن قدامة مشهور بالرواية عن ابن دينار، فلا أدري كيف وقع‏.‏

عبية الجاهلية يعني‏:‏ كبرها وتضم عينه وتكسر‏.‏

أمية بن عبد الله القرشي

س أمية بن عبد الله القرشي‏.‏

 قال أبو موسى‏:‏ هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، أورده ابن منده؛ إلا أنه قال‏:‏ أمية بن خالد بن عبد الله، قال‏:‏ وكذا فيمن اسمه أمية من الصحابة في كتبهم أوهام‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

وقد ذكرناه في أمية بن خالد وذكر ما فيه كفاية، وهذا لم يتركه ابن منده حتى يستدركه عليه، وإنما وهم فيه؛ ولم يذكر أبو موسى أوهامه؛ فليس لذكره وجه‏.‏

أمية بن أبي عبيدة

د ب أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي‏.‏ حليف بني نوفل بن عبد مناف، نسبه أبو عمر، وهو والد يعلى بن أمية الذي يقال له‏:‏ يعلى ابن منية، وهي أمه، ولأبية أمية صحبة، ولابنه يعلى صحبة أيضاً، وهو أشهر من أبيه‏.‏

وفد أمية على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏"‏يا رسول الله، بايعنا على الهجرة قال‏:‏ ‏"‏لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية‏"‏‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قال بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا أبو الربيع، أخبرنا فليح بن سليمان، عن الزهري، عن عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى، عن أبيه، عن يعلى ابن منية، قال‏:‏ جئت بأبي أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فقلت‏:‏ يا رسول الله بايع أبي على الهجرة‏.‏ فقال رسول الله‏:‏ ‏"‏أبايعه على الجهاد؛ فقد انقطعت الهجرة‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو عمر‏.‏

منية‏:‏ أم يعلى بضم الميم، وسكون النون، وبعدها ياء تحتها نقطتان‏.‏

أمية بن علي

د ب أمية بن علي‏.‏ قال ابن منده‏:‏ سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو وهم، روى يحيى بن زياد الفراء، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أمية بن علي قال‏:‏ ‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر يا مال‏"‏‏.‏

قال‏:‏ والصواب ما رواه أصحاب ابن عيينة عنه عن عمرو، عن صفوان بن يعلى عن أبيه أن النبي قرأ‏:‏ يا مال‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو عمر‏.‏

أمية جد عمرو بن عثمان

ب أمية جد عمرو بن عثمان الثقفي‏.‏ مدني‏.‏

حديثه‏:‏ ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في الماء والطين على راحلته يوم إيماء، سجوده أخفض من ركوعه‏"‏‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

قلت‏:‏ كذا أخرجه أبو عمر، وقد أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله وغيره بإسنادهم إلى الترمذي، حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا شبابة بن سوار، أخبرنا عمر بن الرماح، عن كثير بن زياد، عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهوا إلى مضيق، وحضرت الصلاة فمطروا، السماء من فوقهم والبلة من أسفل منهم، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته، وتقدم وهو على راحلته، وصلى بهم يومي إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع، فسماه أبو عيسى كما ذكرناه؛ فعلى قوله الحديث ليعلى لا لأمية‏.‏

أمية بن لوذان

د ع أمية بن لوذان بن سالم بن مالك من بني غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي‏.‏ ثم من بني عوف بن الخزرج‏.‏

شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف له حديث؛ قال ابن إسحاق‏:‏ شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني غنم بن مالك‏:‏ أمية بن لوذان بن سالم بن مالك، قاله ابن منده‏.‏

وروى أبو نعيم بإسناده عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، ثم من بني قربوس بن غنم بن سالم‏:‏ أمية بن لوذان بن سالم بن ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم مثل‏.‏ ومثله قال ابن إسحاق في رواية سلمة عنه‏.‏

والذي رواه ابن منده عن ابن إسحاق فهو من رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

أمية بن مخشي

ب د ع أمية بن مخشي الخزاعي‏.‏ بصري، يكنى أبا عبد الله، قاله أبو نعيم وأبو عمر، وقال ابن منده‏:‏ الخزاعي، وهو من الأزد‏.‏

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، بإسناده عن أبي داود، حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، أخبرنا عيسى، أخبرنا جابر بن صبيح، حدثنا المثنى بن عبد الرحمن بن مخشي الخزاعي، عن عمه أمية بن مخشي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏"‏كان رسول الله جالساً، ورجل يأكل ولم يسم، حتى لم يبق إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال‏:‏ بسم الله أوله وآخره، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏ما زال الشيطان يأكل معه حتى إذا ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه‏"‏‏.‏

 رواه أحمد بن حنبل عن ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، ولا يعرف له غير هذا الحديث‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

باب الهمزة والنون وما يثلثهما

أنجشة

ب د ع أنجشة العبد الأسود، وكان حسن الصوت بالحداء، فحدا بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فأسرعت الإبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا أنجشة، رويدك، رفقاً بالقوارير‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، حدثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد المرو الروذي، أخبرنا عبد الله بن ماسي، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المصري، حدثنا الأنصاري، أخبرنا حميد عن أنس قال‏:‏ كان يسوق بهم رجل، يقال له‏:‏ أنجشة بأمهات المؤمنين، فاشتد بهم السير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏يا أنجشة رفقاً بالقوارير‏"‏‏.‏

وأخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى داود الطيالسي، عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال‏:‏ كان أنجشة يحدو بالنساء، وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال، وكان أنجشة حسن الصوت، وكان إذا حدا أعنقت الإبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنس بن أرقم

س أنس بن أرقم الأنصاري‏.‏ قال أبو موسى‏:‏ قال عبدان‏:‏ قتل يوم أحد سنة ثلاث من الهجرة، لا يذكر له حديث؛ إلا أنه شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة‏.‏

وروي عن عمار بن الحسن، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال‏:‏ ‏"‏وقتل من المسلمين يوم أحد من الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني الحارث بن الخزرج‏:‏ أنس بن الأرقم بن زيد، أو قال‏:‏ ابن يزيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

أنس بن أبي أنس

د أنس بن أبي أنس من بني عدي بن النجار من الأنصار يكنى‏:‏ أبا سليط‏.‏

شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم وقيل‏:‏ اسمه أسير أو أنيس‏.‏

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ومن بني عدي بن النجار‏:‏ أبو سليط واسمه أنس‏.‏

ورواه سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق فيمن شهد بدراً من الأنصار، قال‏:‏ ومن بني عدي بن النجار أبو سليط وهو أسير بن عمرو، وعمرو هو أبو خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وقيل‏:‏ اسمه أنيس، وأسيرة تقدم ذكره في أسيرة‏.‏

أخرجه ابن منده‏.‏

أنس ابن أم أنس

س أنس ابن أم أنس‏:‏ قال أبو موسى‏:‏ ذكره البغوي وغيره في الصحابة‏.‏

أخبرنا أبو موسى الأصفهاني إجازة، أخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، عن كتاب أبي أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد، أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، أخبرنا زيد بن الحباب، حدثني عبد الملك بن الحسن، حدثني محمد بن إسماعيل، أخبرنا يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدته أم أنس أنها قالت‏:‏ ‏"‏يا رسول الله، جعلك الله في الرفيق الأعلى وأنا معك، قال أنس‏:‏ قالت‏:‏ يا رسول الله، علمني عملاً، قال‏:‏ ‏"‏عليك بالصلاة فإنه أفضل الجهاد، واهجري المعاصي فإنه أفضل الهجرة‏"‏‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ كذا ذكره البغوي وابن شاهين وترجما لأنس لذكر أنس في خلال الحديث، ولا معنى لذكره فيه‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ حدثنا أبو غالب أحمد بن العباس، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، أخبرنا أبو كريب، أخبرنا زيد بن الحباب، أخبرنا عبد الملك بن الحسن الأحول مولى مروان بن الحكم، حدثني محمد بن إسماعيل الأنصاري، عن يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدته أم أنس قالت‏:‏ ‏"‏أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ جعلك الله في الرفيق الأعلى في الجنة وأنا معك، وقلت‏:‏ يا رسول الله علمني عملاً صالحاً أعمله، فقال‏:‏ ‏"‏أقيمي الصلاة؛ فإنه أفضل الجهاد‏"‏‏.‏ الحديث‏.‏

قال‏:‏ أورده الطبراني في ترجمة أم أنس الأنصارية وقال‏:‏ ليس بأم أنس بن مالك، وأورده في ترجمة أم أنس بن مالك‏.‏

وأخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا سليمان، أخبرنا أحمد بن المعلى الدمشقي، أخبرنا هشام بن عمار، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، حدثني مربع، عن أم أنس أنها قالت‏:‏

‏"‏يا رسول الله، أوصني فقال‏:‏ ‏"‏اهجري المعاصي‏"‏‏.‏ الحديث‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ فقد علمت من هذين الحديثين أنه لا معنى لذكر أنس في هذا الحديث‏.‏

أنس بن أوس الأوسي ب د ع أنس بن أوس الأنصاري الأوسي‏.‏ وهو ابن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وزعوراء هذا أخو عبد الأشهل، كذا نسبه ابن الكلبي، وهو أخو مالك وعمير والحارث بني أوس‏.‏

شهد أحداُ، وقتل يوم الخندق، قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب‏:‏ رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله، ولم يشهد بدراً، وقال غيره‏:‏ إنه قتل يوم أحد‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنس بن أوس الأشهلي

ع أنس بن أوس الأنصاري، من بني عبد الأشهل، من بني زعوراء، استشهد يوم الجسر، في خلافة عمر بن الخطاب، انفرد أبو نعيم بإخراجه، وجعله غير الذي قبله، وروى بإسناده عن موسى بن عقبة أيضاً، عن الزهري، في تسمية من استشهد يوم الجسر من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل‏:‏ أنس بن أوس‏.‏

قلت‏:‏ وقد ساق الكلبي نسب أنس بن أوس الأنصاري المذكور في الترجمة التي قبل هذه، وجعله من زعوراء بن جشم بن الحارث أخي عبد الأشهل، وذكر أبو نعيم هذا وقال‏:‏ أشهلي من بني زعوراء، ولعبد الأشهل ابن اسمه زعوراء، وأخ اسمهه زعوراء؛ فإن كان هذا من زعوراء بن عبد الأشهل فهو غير الأول وإن كان من زعوراء أخي عبد الأشهل، وقد نسب إلى عبد الأشهل كما يفعلونه من نسبة البطن القليل إلى أخيه البطن الكثير، فهو هو، فلينظر ويحقق‏.‏

وقد ذكر ابن هاشم فيمن قتل يوم الخندق من بني عبد الأشهل‏:‏ سعد بن معاذ وأنس بن أوس بن عمرو، وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق‏:‏ ولم يقتل من المسلمين يوم الخندث إلا ستة نفر‏:‏ سعد بن معاذ، وأنس بن أوس بن عتيك، وعبد الله بن سهل، ثلاثة نفر، فهذان جعلاه من بني عبد الأشهل‏.‏ والله أعلم‏.‏

أنس بن الحارث

ب د ع أنس بن الحارث‏.‏ عداده في أهل الكوفة، روى حديثه أشعث بن سحيم، عن أبيه عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق، فمن أدركه فلينصره‏"‏، فقتل مع الحسين رضي الله عنه‏.‏

أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا نعيم قال‏:‏ ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، في الصحابة، وهو من التابعين، وقد وافق ابن منده وأبو عمر وأبو أحمد العسكري، وقالا‏:‏ له صحبة، وقال أبو أحمد‏:‏ يقال هو أنس بن هزلة، والله أعلم‏.‏

أنس بن حذيفة

د ع أنس بن حذيفة البحراني‏.‏ أرسل حديثه عنه الحكم بن عتيبة‏.‏ روى مكحول عن أنس بن حذيفة صاحب البحرين، قال‏:‏ ‏"‏كتبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الناس قد اتخذوا بعد الخمر أشربة تسكرهم كما تسكر الخمر، من التمر والزبيب، يصنعون ذلك في الدباء والنقير والمزفت والختم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن كل شراب أسكر فهو حرام والمزفت حرام، والنقير حرام والحنتم حرام، فاشربوا في القرب وشدوا الأوكية‏"‏ فاتخذ الناس في القرب ما يسكرهم، فبلغ ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام في الناس فقال‏:‏ ‏"‏إنه لا يفعل ذلك إلا أهل النار، كل مسكر حرام، وكل مقير حرام وكل مخدر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وما خمر القلب فهو حرام‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

عتيبة‏:‏ بالتاء فوقها نقطتان، وآخره باء موحدة‏.‏

أنس بن رافع

دع أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل أبو الحيسر‏.‏

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فتية من بني عبد الأشهل، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام، وفيهم إياس بن معاذ، وكانوا قدموا مكة يلتمسون الحلف من قريش على قومهم‏.‏ ذكر ذلك ابن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لبيد وسيأتي ذكرهم في إياس بن معاذ‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

أنس بن زنيم

س أنس بن زنيم أخو سارية بن زنيم‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ أورده عبدان المروزي وابن شاهين في الصحابة، وقد ذكرناه في ترجمة أسيد بن أبي إياس، روى حديثه حزام بن هشام بن خالد الكعبي عن أبيه قال‏:‏

لما قدم ركب خزاعة على النبي صلى الله عليه وسلم يستنصرونه، فلما فرغوا من كلامهم قالوا‏:‏ يا رسول الله ، إن أنس بن زنيم الديلي قد هجاك؛ فأهدر دمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان يوم الفتح أسلم أنس وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذر إليه مما بلغه، وكلمه فيه نوفل بن معاوية الديلي، وقال‏:‏ وأنت أولى الناس بالعفو فعفا عنه‏.‏

أخرجه أبو موسى، وهكذا سماه هشام بن الكلبي ونسبه فقال‏:‏ أنس بن أبي إياس بن زنيم، وجعلة ابن أخي سارية بن زنيم، وقال‏:‏ هو القائل يوم أحد يحرض على علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ ‏"‏الكامل‏"‏

في كل مجمع غاية أخزاكـم ** جذع أبر على المذاكي القرح

أنس بن صرمة

أنس بن صرمة قال ابن منده في ترجمة صرمة بن أنس‏:‏ وقيل‏:‏ أنس بن صرمة بن أنس، وقيل‏:‏ صرمة بن أنس، والله أعلم‏.‏

أنس بن ضبع

ب س أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جثم بن حارثة شهد أحداً‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى مختصراً‏.‏

ضبطه أبو عمر بالحاء المهملة والثاء المثلثة‏.‏

أنس بنظهير

ب د ع أنس بن ظهير الأنصاري الحارثي‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ هو أخو أسيد بن ظهير‏.‏

وقال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ هو ابن عم رافع بن خديج، وقال أبو نعيم‏:‏ هو تصحيف من بعض الواهمين، يعني ابن منده، وإنما هو أسيد بن ظهير،وقول أبي عمر يصدق قول ابن منده في أنه ليس بتصحيف‏.‏

وذكر أبو أحمد العسكري أسيد بن ظهير، ثم قال‏:‏ وأخوه أنس بن ظهير شهد أحداً، وهذا أيضاً يصحح قول ابن منده، وقد ذكر البخاري أنس بن ظهير مثل ابن منده، والله أعلم‏.‏

روى حديثه إبراهيم الحزامي، عن محمد بن طلحة، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير، وهو حفيد أنس، عن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيها، عن جدها أنس قا‏:‏ ‏"‏لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره، وقال‏:‏ هذا غلام صغير، وهم برده، فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع‏:‏ إن ابن أخي رجل رام، فأجازه‏"‏‏.‏

ورواه يوسف بن يعقوب الصفار وابن كاسب، ولم يسميا أنساً‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنس بن عبد الله

س أنس بن عبد الله بن أبي ذباب قال أبو موسى‏:‏ ذكره أبو زكرياء، يعني ابن منده، فيما استدركه على جده أبي عبد الله محيلاً به على ذكر علي بن سعيد العسكري إياه، أخرجه في الأفراد، ولعله أراد إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، وهو معروف مذكور مخرج، ولو أورد له شيئاً لعلم أنه هو أو غيره‏.‏

قلت‏:‏ وقد ذكر ابن أبي عاصم بعد إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، فبان بهذا أنه ظنهما اثنين، والله أعلم‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود أبو الفرج إجازة، بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو الوليد، أخبرنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أنس بن عبد الله بن أبي ذباب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

لا تضربوا إماء الله، فأقبل عمر فقال‏:‏ يا رسول الله، إن النساء قد ذئرن على أزواجهن، قال‏:‏ فاضربوهن، قال‏:‏ فأصبح عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعون امرأة يشتكين أزواجهن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لقد طاف بآل محمد سبعون إنساناً، لا تحسبون الذين يضربون خياركم‏"‏‏.‏

وهذا الحديث هو الذي ذكر في إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، فلا أعلم لم فرق بينهما ابن أبي عاصم وهو قد روى الحديث في الترجمتين‏؟‏ والله أعلم‏.‏

أنس بن فضالة

ب ع أنس بن فضالة‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ هو فضالة بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخاه مؤنساً، حين بلغه دنو قريش، يريدون أحداً، فاعترضاهم بالعقيق فصارا معهم، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم وشهدا معه أحداً، ومن ولد أنس بن فضالة يونس بن محمد الظفري، منزله بالصفراء‏.‏

روى ابن منده وأبو نعيم بإسنادهما، عن محمد بن أنس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سلك شعب بني ذبيان وذكرا حديث يعقوب بن محمد الزهري عن إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري، قال‏:‏ حدثني جدي يونس بن محمد عن أبيه، قال‏:‏ ‏"‏قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتى بي إليه فمسح على رأسي ودعا لي بالبركة، وقال‏:‏ ‏"‏سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي‏"‏‏.‏

 قال‏:‏ وحج بي معه عام حجة الوداع، وأنا ابن عشر سنين ولي ذؤابة، فلقد عمر حتى شاب رأسه ولحيته وما شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ أخرجه بعض الواهمي، يعني ابن منده، في ترجمة أنس بن فضالة، من حديث يعقوب الزهري، بعد أن أخرجه من حديثه في ترجمة محمد بن أنس بن فضالة، هذا الحديث بعينه، ولقد أصاب أبو نعيم؛ فإن ابن منده ذكر هذا الحديث في أنس، وذكره أيضاً في محمد بن أنس بن فضالة، وفي الموضعين ليس لأنس فيه ذكر؛ وإنما الذكر لمحمد بن أنس والله أعلم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

وقال ابن منده‏:‏ قتل أنس بن الفضالة يوم أحد، فأتى بابنه محمد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتصدق عليه بصدقة لا تباع ولا توهب‏.‏

أنس بن قتادة الأنصاري

د ع أنس بن قتادة بن ربيعة بن مطرف، هذا لقب، واسمه خالد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد مناة بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي من بني عبيد بن زيد بن مالك، ويرد أيضاً في أنيس بن قتادة‏.‏

قال موسى بن عقبة والزهري‏:‏ شهد بدراً من الأنصار، ثم من بني عبيد بن زيد‏:‏ أنس بن قتادة‏.‏

وقال غيرهما هو أنيس بن قتادة، قال أبو عمر‏:‏ ومن قال‏:‏ أنس، فليس بشيء‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم في أنس وفي أنيس، وأخرج أبو عمرو وأنيساً وقال‏:‏ وقد قال بعضهم أنس‏.‏

وهو رواية يونس بن بكير وغيره عن ابن إسحاق، والله أعلم‏.‏

أنس بن قتادة الباهلي

أنس بن قتادة الباهلي، وقيل فيه‏:‏ أنيس، ويستقصى الكلام عليه هناك، إن شاء الله تعالى‏.‏

قال أبو عمر، وقد ذكره في أنيس‏:‏ وقال بعضهم‏:‏ أنس والأول أكثر‏.‏

وكان يجب على أبي موسى أن يستدركه ههنا على ابن منده، لأنه هكذا عادته في استدراكه عليه، ولم يخرجه واحد منهم هذه الترجمة‏.‏

أنس بن مالك القشيري

ب د ع أنس بن مالك أبو أمية القشيري‏.‏ وقيل‏:‏ الكعبي، قالوا‏:‏ وكعب أخو قشير له صحبة نزل البصرة‏.‏

روى عنه أبو قلابة ونسبه ابن منده فقال‏:‏ أنس بن مالك الكعبي، وهو كعب بن ربيعة بن عامر بن عامر بن صعصعة القشيري، وكعب أخو قشير‏.‏

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين الصوفي، بإسناده إلى أبي داود السجستاني، قال‏:‏ حدثنا شيبان بن فروخ، أخبرنا أبو هلال الراسبي، أخبرنا ابن سوادة القشيري، عن أنس بن مالك، رجل من بني عبد الله بن كعب‏.‏ أخوه قشير، قال‏:‏ ‏"‏أغارت علينا خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهبت، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يأكل، فقال‏:‏ ‏"‏اجلس فأصب من طعامنا هذا‏"‏، فقلت‏:‏ إني صائم، قال‏:‏ ‏"‏اجلس أحدثك عن الصلاة وعن الصيام، إن الله عز وجل، وضع شطر الصلاة، أو نصف الصلاة، والصوم عن المسافر وعن المرضع والحبلى، والله لقد قالهما جميعاً أو أحدهما‏"‏، قال‏:‏ فتلهفت نفسي أن لا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قولهم‏:‏ إن كعباً أخو قشير، فكعب هو أبو قشير، فإنه قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، فكيف يقولون أول الترجمة إن كعباً أخو قشير‏؟‏ وإنما الذي جاء في هذا الإسناد أنه من بني عبد الله بن كعب، أخوه قشير فصحيح، لأن قشيراً وعبد الله أخوان، وكعب أبو قشير، فقولهم قشيري وكعبي كقولهم‏:‏ عباسي وهاشمي، وكقولهم سعدي وتميمي؛ فهاشم جد للعباس وتميم جد لسعد والله أعلم‏.‏

أنس بن مالك بن النضر

ب د ع أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، واسمه تيم الله؛ بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار‏.‏

خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يتسمى به ويفتخر بذلك، وكان يجتمع هو وأم عبد المطلب جدة النبي صلى الله عليه وسلم واسمها‏:‏ سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر في عامر بن غنم، وكان يكنى‏:‏ أبا حمزة، كناه النبي صلى الله عليه وسلم ببقلة كان يجتنيها، وأمه أم سليم بنت ملحان، ويرد نسبها عند اسمها‏.‏

وكان يخضب بالصفرة‏:‏ وقيل‏:‏ بالحناء، وقيل بالورس، وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجزها فنهته أمه، وقالت‏:‏ كان النبي يمدها ويأخذ بها‏.‏ وداعبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له‏:‏ ‏"‏يا ذا الأذنين‏"‏‏.‏

 وقال محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي، عن مولى لأنس بن مالك أنه قال لأنس‏:‏ أشهدت بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ لا أم لك‏؟‏ وأين غبت عن بدر‏؟‏ قال محمد بن عبد الله‏:‏ خرج أنس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه، وكان عمره لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً عشر سنين، وقيل‏:‏ تسع سنين وقيل‏:‏ ثماني سنين‏.‏

وروى الزهري عن أنس قال‏:‏ قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة وقيل‏:‏ خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وقيل‏:‏ خدمه ثمانياً‏.‏ وقيل سبعاً‏.‏

أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وأبو جعفر وإبراهيم بن محمد بإسنادهم إلى أبي عيسى، قال‏:‏ حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود، عن أبي خلدة قال‏:‏ قلت لأبي العالية‏:‏ سمع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك‏.‏

أبو خلدة اسمه‏:‏ خالد بن دينار وقد أدرك أنس بن مالك‏.‏

وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي وغيره، قالوا أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، وزهير بن أبي زهير قالا‏:‏ أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، أخبرنا سلمة بن وردان قال‏:‏ سمعت أنس بن مالك يقول‏:‏ ‏"‏ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر درجة فقال‏:‏ ‏"‏آمين‏"‏ فقيل له؛ علام أمنت يا رسول الله‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏أتاني جبريل فقال‏:‏ رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له، قل‏:‏ آمين‏"‏‏.‏

روى ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال‏:‏ رأيت أنس بن مالك مختوماً في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي‏.‏

وهو من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البناني، وقتادة، والحسن البصري، والزهري، وخلق كثير‏.‏

وكان عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه‏.‏

أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال‏:‏ حدثني أبي، أخبرنا يزيد، أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال‏:‏ أخذت أم سليم بيدي فأتت بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله‏.‏ هذا ابني، وهو غلام كاتب، قال‏:‏ فخدمته تسع سنين، فما قال لي لشيء قط صنعته‏:‏ أسأت أو بئس ما صنعت‏.‏

ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة المال والولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكراً وابنتان، إحداهما‏:‏ حفصة، والأخرى‏:‏ أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولداً، وقيل‏:‏ نحو مائة‏.‏

وكان نقش خاتمة صورة أسد رابض، وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به‏.‏

واختلف في وقت وفاته ومبلغ عمره، فقيل‏:‏ توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل‏:‏ سنة اثنتين وتسعين، وقيل‏:‏ سنة ثلاث وتسعين، وقيل‏:‏ سنة تسعين‏.‏

قيل‏:‏ كان عمره مائة سنة وثلاث سنين، وقيل‏:‏ مائة سنة وعشر سنين، وقيل‏:‏ مائة سنة وسبع سنين، وقيل‏:‏ بضع وتسعون سنة؛ قال حميد‏:‏ توفي أنس وعمره تسع وتسعون سنة؛ أما قول من قال مائة وعشر سنين ومائة وسبع سنين فعندي فيه نظر؛ لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين؛ وأما على قول من يقول إن كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصاً بيناً والله أعلم‏.‏

وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطف، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنس بن مدرك

س أنس بن مدرك‏.‏ قال أبو موسى‏:‏ ذكره ابن شاهين في الصحابة‏.‏

 أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، عن كتاب أبي أحمد العطار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله قال‏:‏ أنس بن مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عو بن العتيك بن حارثة بن عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن حلف بن أفتل، وهو خثعم، بن أنمار، قيل‏:‏ إن خثعماً أخو بجيلة لأبيه، وإنما سمي خثعماً بجبل يقال له خثعم كان يقال‏:‏ احتمل ونزل إلى خثعم ويكنى أنس أبا سفيان، وهو شاعر، وقد رأس ولا أعرف له حديثاً‏.‏

قلت‏:‏ هذا كلام أبي موسى، وقد جعل خثعماً جبلاً، والذي أعرفه جمل بالميم، فكان يقال‏:‏ احتمل آل خثعم، قال ابن حبيب‏:‏ هذا قول ابن الكلبي، وقال غيره‏:‏ إن أفتل بن أنمار لما تحالف بعض ولده على سائر ولده، نحروا بعيراً وتخثعموا بدمه أي تلطخوا به في لغتهم، فبقي الاسم عليهم، وقد ذكر ابن الكلبي أنساً، ونسبه مثل ما تقدم وقال‏:‏ أبو سفيان الشاعر، وقد رأس، ولم يذكر له صحبة‏.‏

حارثة‏:‏ بالحاء المهملة، قال ابن حبيب‏:‏ كل شيء في العرب حارثة يعني بالحاء إلا جارية بن سليط بن يربوع في تميم، وفي سليم جارية بن عبد بن عبس، وفي الأنصار جارية بن عامر بن مجمع، قاله ابن ماكولا‏.‏

أنس بن أبي مرثد

د ع أنس بن أبي مرثد الغنوي الأنصاري، يكنى أبا يزيد، كذا قال ابن منده وأبو نعيم، وليس بأنصاري، وإنما هو غنوي، حليف حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأبو مرثد اسمه‏:‏ كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، واسم أعصر منبه، وكان يلقب دخاناً فيقال‏:‏ باهلة وغنى ابنا دخان؛ وإنما قيل له ذلك؛ لأن بعض ملوك اليمن قديماً أغار عليهم، ثم انتهى بجمعه إلى كهف وتبعه بنو معد، فجعل منبه يدخن عليه فهلكوا، فقيل له‏:‏ دخان، وإنما قيل له‏:‏ أعصر ببيت قاله وهو‏:‏ ‏"‏الكامل‏"‏

قالت عميرة‏:‏ ما لرأسك بعد ما ** فقد الشباب أتى بلون منكر‏؟‏

أعمير، إن أباك غـير رأسـه ** مر الليالي واختلاف الأعصر

لأنس ولأبيه صحبة، وكان بينهما في السن عشرون سنة‏.‏

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده إلى أبي داود السجستاني، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، أخبرنا معاوية بن سلام، عن يزيد بن سلام أنه سمع أبا سلام، حدثنا السلولي، يعني أبا كبشة، أنه حدثه سهل ابن الحنظلية‏:‏ أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية، فحضرت صلاة الظهر عند رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فارساً فقال‏:‏ يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى صعدت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله تعالى‏"‏، ثم قال‏:‏ ‏"‏من يحرسنا الليلة‏"‏‏؟‏ قال أنس بن ابي مرثد الغنوي‏:‏ أنا يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاركب فركب فرساً له، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله‏:‏ ‏"‏استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا تغرن من قبلك الليلة‏"‏، فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع ركعتين ثم قال‏:‏ ‏"‏أحسستم فارسكم‏"‏‏؟‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله، ما أحسسنا، فثوب بالصلاة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يتلفت إلى الشعب، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال‏:‏ ‏"‏أبشروا فقد جاء فارسكم‏"‏، فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إني انطلقت حتى إذا كنت في أعلى هذا الشعب، حيث أمرني رسول الله، فلما أصبحت أطلعت الشعبين كليهما فلم أر أحداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هل نزلت الليلة‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ لا، إلا مصلياً أو قاضي حاجة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فقد أوجبت، فلا عليك أن لا تعمل بعدها‏"‏‏.‏

أخرجه أحمد بن خليد الحلبي، وأبو حاتم الرازي عن أبي توبة مثله، وقد ذكره أبو عمر في أنيس، وجعله ابن مرثد بن أبي مرثد الغنوي، قال‏:‏ ويقال أنس، والأول أكثر، والحديث المذكور يرد عليه، ونذكر الكلام عليه في أنيس إن شاء الله تعالى‏.‏

 أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

سلام‏:‏ بالتشديد، وجلان‏:‏ بالجيم، واللام المشدد، وآخره نون، وعيلان‏:‏ بالعين المهملة‏.‏

أنس بن معاذ بن أنس

ب د ع أنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري‏:‏ شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

واختلف في اسمه؛ فقيل‏:‏ أنس، وقيل‏:‏ أنيس، وقال ابن إسحاق‏:‏ اسمه أنس بن معاذ، وقال الواقدي‏:‏ أنس بن معاذ، ونسبه كما ذكرناه، وقال‏:‏ شهد بدراً وأحداً والخندق، ومات في خلافة عثمان، هذا كلام أبي عمر‏.‏

وروى ابن منده وأبو نعيم بإسنادهما عن الزهري قال‏:‏ وأنس بن معاذ بن أنس من بني عمرو بن مالك بن النجار‏.‏ لا عقب له شهد بدراً‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنس بن معاذ الجهني

د أنس بن معاذ الجهني الأنصاري، عداده في أهل المدينة، روى حديثه سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جده‏.‏

قال ابن منده‏:‏ أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة، أخبرنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا نعيم بن حماد، أخبرنا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏تصدع بإذن الله عن الأموال والنبات‏"‏‏.‏

وروى أيضاً حديثاً آخر عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه عن جده، عن رسول الله في فضل الحراسة في سبيل الله‏.‏

ولم يذكر أبو نعيم ولا أبو عمر أنساً هذا؛ لأن أحاديث سهل بن معاذ بن أنس كلها عن أبيه حسب؛ فلو بين أبو عبد الله هذا لكان حسناً‏.‏

ويشهد بصحة ما ذهب إليه أبو نعيم وأبو عمر ما أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الطبري الفقيه الشافعي بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، أخبرنا محرز، أخبرنا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعاً لا يأخذه سلطان لم ير النار إلا تحلة القسم؛ فإن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا‏}‏‏.‏

وأخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال‏:‏ حدثني أبي أخبرنا الحسن عن ابن لهيعة، قال‏:‏ وحدثنا أبي أخبرنا يحيى بن غيلان أخبرنا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الغزاة في سبيل الله‏.‏ فهذان الحديثان كفى بهما شاهداً‏.‏

أخرجه ابن منده‏.‏

أنس بن النضر

ب د ع أنس بن النضر بن ضمضم‏.‏ وقد تقدم نسبه في أنس بن مالك، وهذا أنس هو عم أنس بن مالك، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، قتل يوم أحد شهيداً‏.‏

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا ن علي البلدي وغير واحد بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل البخاري، أخبرنا عمرو بن زرارة، أخبرنا زرارة، حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن عمه أنس بن النضر، وبه سمي أنس‏:‏ غاب عمي عن قتال بدر فقال‏:‏ يا رسول الله؛ غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال‏:‏ اللهم إن أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعني المشركين، ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال‏:‏ أي سعد، هذه الجنة ورب أنس أجد ريحها دون أحد، قال سعد بن معاذ‏:‏ فما استطعت ما صنع، فقاتل‏.‏ قال أنس‏:‏ فوجدنا به بضعاً وثمانين ما بين ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون، فما عرفته أخته الربيع بنت النضر إلى ببنانه‏.‏

قال أنس‏:‏ كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه ‏{‏مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ‏}‏‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن سلام، أخبرنا الفزاري عن حميد، عن أنس قال‏:‏ ‏"‏كسرت الربيع، وهي عمة أنس بن مالك، ثنية جارية من الأنصار، فطلب القوم القصاص، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي بالقصاص فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك‏:‏ لا والله لا تكسر ثنيتها يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كتاب الله القصاص، فرضي القوم، وقبلوا الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره‏"‏‏.‏

 أخرجه الثلاثة‏:‏ سلام‏:‏ بالتخفيف، والربيع بضم الراء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الباء تحتها نقطتان‏.‏

أنس بن هزلة

ب أنس بن هزلة‏.‏ وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عمرو بن أنس، أخرجه أبو عمر مختصراً‏.‏

قال أبو أحمد العسكري‏:‏ أنس بن هزلة، ويقال‏:‏ أنس بن الحارث له صحبة، قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهذا أنس بن الحارث، قد تقدم ذكره؛ فلا أعلم أهما واحد أم اثنان‏.‏ وأبو أحمد عالم فاضل لو لم يعلم أنهما واحد لما قاله، وما أقرب أن يكونا واحداً؛ لأنه قد ذكر في أنس بن الحارث أنه قتل مع الحسين، والله أعلم‏.‏

أنسة

ب د ع أنسة، بزيادة هاء، هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مولدي السراة يكنى‏:‏ أبا مسروح وقيل‏:‏ أبا مسرح، وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس، وشهد معه بدراً؛ قاله عروة والزهري وابن إسحاق، وتوفي في خلافة أبي بكر الصديق‏.‏

وقال داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس‏:‏ إنه استشهد يوم بدر، قال الواقدي‏:‏ ليس عندنا بثبت قال‏:‏ ورأيت أهل العلم يثبتون أنه قد شهد أحداً، وبقي بعد ذلك زماناً، ومات بعد النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنيس الأنصاري

ب د ع أنيس‏.‏ تصغير أنس، هو أنيس الأنصاري الشامي‏.‏

روى عنه شهر بن حوشب؛ روى عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه، عن شهر بن حوشب؛ عن أنيس الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على ظهر الأرض من حجر ومدر‏"‏، لم يرو عنه غير شهر‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو نعيم، واستدركه أبو موسى على ابن منده، قال أبو موسى‏:‏ وهو عندي أنيس البياضي‏.‏ والله أعلم‏.‏

أنيس بن جنادة

ب د ع أنيس بن جنادة الغفاري، أخو أبي ذر، وقد اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً، يرد عند ذكر أخيه أبي ذر‏:‏ جندب، أرسله أخوه أبو ذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه خبر ظهوره، فمضى إليه وعاد إلى أبي ذر فأخبره، ونذكره في خبر إسلام أبي ذر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنيس بن الضحاك

ب د ع أنيس بن الضحاك الأسلمي، وهو الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الامرأة الأسلمية ليرجمها، إن اعترفت بالزنا‏.‏

أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا ابن أبي ذئب، وزمعة بن صالح‏.‏ عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد، وأبي هريرة قالا‏:‏ اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما‏:‏ أنشدك الله لما قضيت بيننا بكتاب الله، وذكر قصته، فقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏واغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت، يعني بالزنا، فارجمها، فغدا عليها فسأله فاعترفت فرجمها‏"‏‏.‏

وذكر هذا الحديث ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر‏:‏ روى عنه عمرو بن سليم وقيل‏:‏ عمرو بن مسلم، وروى أنيس أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر‏:‏ ‏"‏البس الخشن الضيق‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنيس بن عتيك

س أنيس بن عتيك الأنصاري ويقال‏:‏ أوس‏.‏

أخبرنا أبو موسى محمد بن عمر الأصفهاني كتابة، أخبرنا أبو غالب الكوشيدي، أخبرنا أبو بكر بن زيدة، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، أخبرنا أبي، أخبرنا ابن لهيعة؛ عن الأبي الأسود، عن عروة في تسمية من قتل يوم جسر المدائن من الأنصار من بني عبد الأشهل، ثم من بني زعوراء‏:‏ أنيس بن عتيك بن عامر‏.‏ ذكره محمد بن إسحاق فسماه أوساً‏.‏ أخرجه أبو موسى‏.‏

قوله‏:‏ جسر المدائن ربما يظن ظان أن بعض أيام المسلمين مع الفرس يسمى جسر المدائن؛ وليس كذلك، إنما هو يوم الجسر الذي قتل فيه أبو عبيد الثقفي والد المختار، وهو يوم قس الناطف أيضاً، ويقال له‏:‏ جسر أبي عبيد؛ لأنه كان أمير الجيش وقتل فيه‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

أنيس أبو فاطمة

 د ع أنيس أبو فاطمة الضمري‏.‏ عداده في أهل مصر، وقيل‏:‏ اسمه إياس، وقد اختلف في إسناد حديثه فروى ابن منده بإسناده عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو، أخبرنا رشدين بن سعد، عن زهرة بن معبد، عن عبد الله بن أنيس أبي فاطمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏أيحب أحدكم أن يصح فلا يسقم‏؟‏ قالوا‏:‏ كلنا يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏أتحبون أن تكونوا كالحمر الصالة ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات، والذي بعثني بالحق إن العبد لتكون له الدرجة في الجنة، فما يبلغها بشيء من عمله، فيبتليه الله بالبلاء ليبلغ تلك الدرجة، وما يبلغها بشيء من عمله‏"‏‏.‏

ورواه محمد بن أبي حميد، عن أبي عقيل الزرقي، وهو زهرة بن معبد، عن ابن أبي فاطمة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه‏.‏

ورواه الحجاج بن أبي الحجاج واسم أبي الحجاج‏:‏ رشدين بن سعد، عن أبيه عن زهرة، عن عبد الله بن أنس أبي فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر عن أبيه‏.‏

ويرد في إياس بن أبي فاطمة إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

أنيس بن قتادة الباهلي

ب د ع أنيس بن قتادة الباهلي‏.‏ يعد في البصريين‏.‏

روى عنه أسير بن جابر وشهر بن حوشب، حديثه عند عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه؛ عن شهر بن حوشب قال‏:‏ أقام فلان خطباء يشتمون علياً، رضي الله عنه وأرضاه، ويقعون فيه، حتى كان آخرهم رجل من الأنصار، أو غيرهم، يقال‏:‏ أنيس؛ فحمد الله وأثنى عليه؛ ثم قال‏:‏ إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه، وإني أقسم بالله أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على الأرض من مدر وشجر‏"‏، وأقسم بالله ما أحد أوصل لرحمه منه، أفترون شفاعته تصل إليكم وتعجز عن أهل بيته‏؟‏‏.‏

تفرد به ميمون بن سياه، وهو بصري يجمع حديثه، هكذا أورده ابن منده وأبو نعيم‏.‏

وأما أبو عمر فإنه قال‏:‏ أنيس، رجل من الصحابة من الأنصار، ولم ينسبه، روى عنه شهر بن حوشب حديثه‏:‏ ‏"‏إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر‏"‏ وقال‏:‏ إسناده ليس بالقوي‏.‏

وقال أيضاً‏:‏ أنيس بن قتادة الباهلي بصري، روى عنه أبو نضرة، قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من بني ضبيعة‏.‏ قال‏:‏ ويقال فيه أنس، والأول أكثر‏.‏

وقد روى أبو نعيم حديث الشفاعة في أنيس الأنصاري البياضي، وجعل له ترجمة مفردة، واستدركه أبو موسى على ابن منده، وابن منده قد أخرج هذا المتن بهذا الإسناد؛ إلا أنه أضاف إلى الترجمة أن جعله باهلياً؛ فإذا كان الراوي واحداً، وهو عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه وشهر بن حوشب والحديث واحد، وهو الشفاعة، وقد قال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ فقام رجل من الأنصار أو غيرهم؛ فبان بهذا أنهما واحد، فلا أدري كيف نقلا أنه باهلي‏؟‏ على أن أبا نعيم كثير ما يتبع ابن منده؛ وأما استدراك أبي موسى على ابن منده فلا وجه له؛ فإنه وإن لم يذكر الأنصاري فقد ذكر المعنى الذي ذكره أبو موسى في ترجمة الباهلي؛ إلا أنه لو لم يذكر في هذه الترجمة أنه باهلي لكان أحسن؛ فإنه ليس في الحديث ما يدل على أنه باهلي، وإنما فيه ما يدل على أنه أنصاري والله أعلم‏.‏

وأما أبو عمر فإنه ذكر ترجمة أنيس الباهلي، كما ذكرناه‏.‏ وأورد له حديثاً آخر وهو‏:‏ ‏"‏أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من ضبيعة‏"‏ وذكر ترجمة أنيس الأنصاري، وأورد له حديث الشفاعة فلا مطعن عليه‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أنيس بن قتادة بن ربيعة

ب د أنيس بن قتادة بن ربيعة بن مطرف بن خالد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي‏.‏

شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم أحد، قتله الأخنس بن شريق، وقال أبو عمر‏:‏ ويقال إنه كان زوج خنساء بنت خذام الأسدية، قال‏:‏ وقد قال فيه بعضهم‏:‏ أنس، وليس بشيء‏.‏

وقد ذكرناه نحن في أنس، أيضاً، وقد روى مجمع بن جارية أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس بن قتادة، فقتل عنها يوم أحد، فزوجها أبوها رجلاً من مزينة، فكرهته، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه، فتزوجها أبو لبابة، فجاءت بالسائب بن أبي لبابة‏.‏

أخرجه الثلاثة، وقد جعل أبو عمر خنساء أسدية، وإنما هي أنصارية‏.‏

أنيس بن مرثد

 ب أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي ويقال‏:‏ أنس والأول أكثر، قاله أبو عمر، وقد أخرجناه في أنس، وذكرنا نسبه هناك‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ يكنى أبا يزيد، وقال بعضهم‏:‏ إنه أنصاري لحلف كان له بينهم في زعمه، وليس بشيء، وإنما كان حليف حمزة بن عبد المطلب، ونسبه من غني بن أعصر، صحب هو وأبوه مرثد وجده أبو مرثد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل أبوه يوم الرجيع في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات جده في خلافة أبي بكر الصديق‏.‏

وشهد أنيس هذا مع النبي فتح مكة وحنيناً، وكان عين النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين بأوطاس ويقال‏:‏ إنه الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏واغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها‏"‏‏.‏

قيل‏:‏ إنه كان بينه وبين أبيه مرثد بن أبي مرثد إحدى وعشرون سنة‏.‏

ومات أنيس في ربيع الأول سنة عشرين‏.‏

روى عنه الحكم بن مسعود عن النبي في الفتنة‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

وقيل‏:‏ إن الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم برجم الامرأة الأسلمية أنيس بن الضحاك الأسلمي، وما أشبه ذلك بالصحة، لكثرة الناقلين له، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد ألا يأمر في قبيلة بأمر إلا لرجل منها، لنفور طباع العرب من أن يحكم في القبيلة أحد من غيرها، فكان يتألفهم بذلك‏.‏

وقد ذكره أبو أحمد العسكري في الأنصار، فقال‏:‏ أنيس بن أبي مرثد الأنصاري، وروى له حديث الفتنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ستكون فتنة عمياء صماء بكماء‏"‏ الحديث وليس هذا من الأنصار في شيء‏.‏

أنيس بن معاذ

ع أنيس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي‏.‏ بدري، وقيل‏:‏ اسمه أنس، وقيل في نسبه‏:‏ معاذ بن قيس‏.‏ أخرجه أبو نعيم وحده، وقال‏:‏ قال عروة بن الزبير، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من بني عمرو بن مالك بن النجار‏:‏ أنيس بن معاذ بن قيس، وقال أبو بكر، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو حديلة‏:‏ أنس بن معاذ بن أنس بن قيس، ونسبه كما ذكرناه، وقد تقدم ذكره‏.‏

أخرجه أبو نعيم، ولم يستدركه أبو موسى على ابن منده، وعادته يستدرك عليه أمثال هذا‏.‏

أنيف بن جشم

د ع أنيف، آخره فاء، هو ابن جشم بن عوذ الله بن تاج بن أراشة بن عامر بن عبيل بن قسميل بن فران بن بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، حليف الأنصار، شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، قاله محمد بن إسحاق، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

فران بالفاء، والراء المشدد، وآخره نون، وجشم‏:‏ بالجيم، والشين المعجمة، وعبيل بالعين المهملة، والباء الموحدة، والياء، وآخره لام‏.‏

أنيف بن حبيب

ب س أنيف بن حبيب‏.‏ ذكره الطبري فيمن قتل يوم خيبر شهيداً‏.‏

أخرجه أبو عمر وأبو موسى، وقال‏:‏ قتل بخيبر سنة سبع، ولم يحفظ له حديث‏.‏

أنيف بن ملة

د ع أنيف بن ملة اليمامي أخو حيان، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخوه حيان ابنا ملة، ورفاعة وبعجة ابنا زيد في اثني عشر رجلاً في وفد أهل اليمامة‏.‏ فلما رجعوا سأل أنيفاً قومه ‏"‏ما أمركم النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه إلى القبلة ونذبح ونهريق دمها، ونأكلها ثم نحمد الله عز وجل‏"‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

أنيف بن وايلة ب أنيف بن وايلة‏.‏ هكذا قال الواقدي، يعني بالياء تحتها نقطتان، وقال ابن إسحاق‏:‏ واثلة، يعني بالثاء المثلثة، قتل يوم خيبر شهيداً‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

باب الهمزة والهاء وما يثلثهما

أهبان ابن أخت أبي ذر

ب د أهبان ابن أخت أبي ذر ب د أهبان ابن أخت أبي ذر‏.‏

 قال ابن منده‏:‏ قال محمد بن إسماعيل‏:‏ هو ابن صيفي، وخالفه غيره، روى عنه حميد بن عبد الرحمن وروى ابن منده بإسناده، عن محمد بن سعد الواقدي، قال‏:‏ ممن سكن البصرة أهبان بن صيفي الغفاري، ويكنى‏:‏ أبا مسلم، وأوصى أني يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب‏.‏ أخرجه ابن منده وأبو عمر، إلا أن ابن امنده أورد هذا الذي قاله محمد بن سعد في هذه الترجمة، وقال أهبان بن صيفي‏:‏ فكان ذكر هذا في ترجمة أهبان أولى؛ وأما أبو عمر فلم يذكر من هذا شيئاً، وإنما قال‏:‏ أهبان ابن أخت أبي ذر، روى عنه حميد بن عبد الرحمن الحميري، بصري، لا تصح له صحبة؛ وإنما يروي عن أبي ذر، وهذا لا كلام عليه فيه، والله أعلم‏.‏

أهبان بن أوس

ب د ع أهبان بن أوس الأسلمي يعرف بمكلم الذئب، يكنى أبا عقبة، سكن الكوفة وقيل‏:‏ إن مكلم الذئب أهبان بن عياذ الخزاعي‏.‏

قال ابن منده‏:‏ هو عم سلمة بن الأكوع، أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا البلدي، وغيره، قالوا‏:‏ أخبرنا أبو الوقت بإسناده إلى محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو عامر، أخبرنا إسرائيل، عن مجزأ بن زاهر، عن رجل منهم اسمه أهبان بن أوس، من أصحاب الشجرة، وكان اشتكى من ركبتيه، فكان إذا سجد جعل تحت ركبتيه وسادة‏.‏

وروى أنيس بن عمرو عنه أنه قال‏:‏ كنت في غنم لي فشد الذئب على شاة منها، فصاح عليه، فأقعى الذئب على ذنبه وخاطبني وقال‏:‏ من لها يوم تشتغل عنها‏؟‏ أتنزع مني رزقاً رزقني الله‏:‏ قال‏:‏ فصفقت بيدي وقلت‏:‏ ما رأيت أعجب من هذا، فقال‏:‏ تعجب ورسول الله في هذه النخلات‏؟‏ وهو يومئ بيده إلى المدينة يحدث الناس بأنباء ما سبق وأنباء ما يكون، وهو يدعو إلى الله وإلى عبادته، فأتى أهبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمره وأسلم‏.‏

أورد أبو نعيم هذا الحديث في هذه الترجمة، وأورد ابن منده في ترجمة أهبان بن عياذ، وأما أبو عمر فإنه قال‏:‏ في هذا‏:‏ كان من أصحاب الشجرة في الحديبية، يقال أنه مكلم الذئب، قال‏:‏ ويقال‏:‏ إن مكلم الذئب أهبان بن عياذ‏.‏

انتهى كلامه‏.‏

ولم يسق واحد منهم نسبه وقال هشام الكلبي‏:‏ هو أهبان بن الأكوع، واسم الأكوع‏:‏ سنان بن عياذ بن ربيعة بن كعب بن أمية بن يقظة بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي، قال‏:‏ وهكذا كان ينسب محمد بن الأشعث القائد، وجميع أهله، وكان من أولاده؛ لأنه محمد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان، ولا يناقض هذا النسب قوله فيما تقدم‏:‏ عم سلمة بن الأكوع فإن سلمة هو ابن عمرو بن الأكوع في قول بعضهم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

عياذ بكسر العين، والياء تحتها نقطتان، وآخره ذال معجمة‏.‏

أهبان بن صيفي

ب د ع أهبان بن صيفي الغفاري‏.‏ من بني حرام بن غفار، سكن البصرة، يكنى‏:‏ أبا مسلم، وقيل‏:‏ وهبان، ويذكر في الواو إن شاء الله تعالى‏.‏

روت عنه ابنته عديسة‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله‏.‏ بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، أخبرنا مريج بن النعمان‏.‏ أخبرنا حماد، يعني ابن زيد، عن عبد الكريم بن الحكم الغفاري، وعبد الله بن عبيد‏.‏ عن عديسة عن أبيها قال‏:‏ أتاني علي بن أبي طالب فقام على الباب فقال‏:‏ أثم أبو مسلم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال يا أبا مسلم، ما يمنعك أن تأخذ نصيبك من هذا الأمر وتخف فيه‏؟‏ قال‏:‏ يمنعني من ذلك عهد عهده إلى خليلي وابن عمك أن إذا كانت الفتنة أن اتخذ سيفاً من خشب، وقد اتخذته، وهو ذاك معلق‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وممن نزل البصرة أهبان بن صيفي الغفاري وأوصى أن يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة أثواب، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ هذا رواه جماعة من ثقات البصريين‏:‏ سليمان التيمي، وابنه المعتمر، ويزيد بن زريع، ومحمد بن عبد الله بن المثنى، عن المعلى بن جابر بن مسلم، عن عديسة بنت وهبان‏.‏

وقد أخرج ابن منده هذا الحديث في ترجمة أهبان ابن أخت أبي ذر، وقد تقدم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

أهبان بن عياذ

د أهبان ن عياذ الخزاعي‏.‏ قيل‏:‏ إنه مكلم الذئب، وهو من أصحاب الشجرة‏.‏

 روى عنه يزيد بن معاوية البكائي، وقال‏:‏ هو الذي كلمه الذئب، وقال‏:‏ إنه كان يضحي عن أهله بالشاة الواحدة، والصحيح أن مكلم الذئب هو أهبان بن أوس الأسلمي‏.‏ أقر -ابن منده هذا أهبان بن عياذ بترجمة؛ وأما أبو عمر وأبو نعيم فإنهما ذكراه في ترجمة أهبان بن أوس، وقالا‏:‏ قيل إن مكلم الذئب هو أهبان بن عياذ الخزاعي، والله أعلم‏.‏

عياذ‏:‏ بالعين المهملة وبالياء تحتها نقطتين، وآخر ذال معجمة‏.‏

أهود بن عياض

أهود بن عياض الأزدي، هو الذي جاء بنعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمير، وله عند ذلك كلام يدل على أنه كان مسلماً‏.‏

ذكره ابن الدباغ عن محمد بن إسحاق‏.‏